الحروب الطائفية في فرنسا


سنة 1562 م.,,. وعلي أثر تعاظم التواجد البروتستانتي
أندلعت الحروب الطائفية في فرنسا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد عشرة أعوام من اندلاع الحرب، وقعت واحده من أبشع مجازر التاريخ ومذابحه،
تلك التي يعرفها المؤرخون بمذبحة "سانت بارتيملي"
ففي هذا اليوم المشئوم، وما تلاه، من تاريخ البلد الذي يعرفه العالم ببلد الحرية والمواطنة،
وبسب التعصب الديني وحده، زُهقت أرواح قرابة ثلاثون ألف بروتستانتي من مواطنيه علي أيدي
جماعة من الفرنسيين الكاثوليك، تساعدهم ميليشات الكنيسة، بمباركة البابا شخصياً.
قرعت أجراس الكنائس، ليس إيذاناً بموعد الصلاة، بل إشارة للكاثوليك لإبادة البروتستانت،
وفي ثلاثة أيام فقط قتل في باريس وحدها، ما يربو على ثلاثة آلآف بروتستانتي.
ومن باريس انتقلت الشرارة إلى باقي المدن، فوصل تعداد القتلى إلى قرابة
ثلاثين ألف فرنسي بروتستانتي.
إذ ذاك صاح البابا "جرجيريوس السادس عشر" قائلاً :
لقد أنتصر الإيمان الصحيح على الزندقة. وأمر بضرب أوسمة خاصَّة تخليداً لذكرى إنتصاره هذا،
ورُسِمَت على هذه الأوسمة صوره، وبجانبه ملك يضرب بالسيف
أعناق البروتستانت، خوارج ذلك العصر، كما أمر بإيقاد نيران الفرح، وبإطلاق
المدافع، وبتكليف أحد الرسامين أن يصوِّر على جدران الفاتيكان مناظر تلك
المذبحة التي تخلد إنتصاره الديني.
في 13 أبريل 1598م صدر "مرسوم نانت" الذي وقَّعه ملك فرنسا هنري الرابع
وهو أول اعتراف رسمي بضرورة التسامح الديني في أرجاء القارة الأوروبية،
مؤذنًا بنهاية عقود من الحروب بين أتباع المذهب الكاثوليكي والبروتستانتي.
وقد نص المرسوم على إقرار حرية المعتقد والعبادة، ومساواة البروتستانت من
الناحية الاجتماعية والسياسية مع الأغلبية الكاثوليكية.
بيد أن الملك لويس الرابع عشر ألغى هذا المرسوم عام 1685م لأنه رفع شعار
ملك واحد، إيمان واحد، قانون واحد.
وعلى أثر هذا الإلغاء أضطر مائتا ألف بروتستانتي مغادرة فرنسا إلى مختلف أنحاء
أوربا وعادت النزعة الطائفية من جديد، التي كان المرسوم وحده قد كبح جماحها
وأنتهت بإبادة ألاف الأطفال والنساء والرجال على أيدي الكاثوليك مرة أخري.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة شعر الـ "كيو Queue"

علي عزت بيجوفيتش

قصة نجاح